[الكبرى
>>>النعامة - الموقع
ظهرت ولاية النعامة للوجود بعد التقسيم الإداري الجديد للتراب الوطني الذي وقع في سنة 1984 و أصبحت البلاد بموجبه مقسمة الى 48 ولاية مع العلم أنها كانت من قبل تقع ضمن ولاية سعيدة التي انبثقت .عنها ولايتين جديدتين هما : ولاية البيض و ولاية النعامة
:ا لموقع
تقع ولاية النعامة في الجنوب الغربي للبلاد يحدها من الشمال ولايتي تلمسان و سيدي بلعباس و من الشمال الشرقي ولاية سعيدة ، و من الجنوب ولاية بشار أما من الشرق فتحدها ولاية البيض ، ومن الغرب المغرب الأقصى على طول 270 كم .
:المساحة و السكان
تتكون ولاية النعامة من سبع دوائر إدارية تتابع نشاط 12 بلدية و تتربع على مساحة 27137 كم 2 ، و بلغ عدد سكانها في إحصاء 1998 ـ 148742 نسمة بكثافة تقدر بـ 5.48 في الكم 2 الواحد ، و نسبة النموال د يموغرافي قدرت بـ 2.73
:التضاريس
:التضاريس
:تتشكل الولاية من ثلاث مناطق طبيعية
74 % - منطقة سهبية
12 % - منطقة جبلية
14 % - منطقة شبه صحراوية
:أهم جبالها
جبل عيسى ـ جبل القصور ـ جبل أمزي ـ جبل بني أسمير ـ
جبل عنتر ـ جبل الشماريخ ـ جبل مرغاد ـ جبل تانوت ـ جبل فزوز ـ .جبل الحيرش ـ جبل مكثر ـ مير لجبال
:المناخ
بحكم إنتمائها الجغرافي لمنطقة الهضاب العليا ، فإن مناخها السائد هو مناخ قاري متميز بالحرارة و الجفاف صيفا ، و البرودة و الصقيع شتاءا ، بالإضافة إلى هبوب الرياح المحملة بالرمال القوية خلال فصول السنة .
:الإقتصاد
يعتمد إقتصادها بالدرجة الأولى على تربية الماشية ، الفلاحة و التجارة زيادة على النشاطات الحرفية ، و حتى الآن فإن النشاط الصناعي منعدم
النعامة - العهد القديم
إن الصخور المنقوشة و الأحجار و الأدوات المصنوعة من الحجر و الرسومات و كتابة التيفيناع ، كلها تدل على أن الإنسان قد عمر هذه المنطقة .منذ .عصور غابرة في التاريخ ، تعود ما بين 2500 و 500 سنة قبل الميلاد
إلا أن أول تأريخ لهذه المنطقة يعود الى 300 سنة قبل الميلاد ، و ذلك مع احتلال الرومان لشمال إفريقيا ، حيث كان يسمى سكانها بالجيتول ، و هم عبارة عن قوم رحل حول تجمعات سكانية مستقرة ، و كان لهم أول إتصال بالفنيقيين الذين زودوهم بجيوش لتساهم معهم في محاربة الرومان ، و لم .تعرف هذه المنطقة الإحتلال الوندالي و البزنطي
النعامة - العهد الإسلامي
اعتنق سكان المنطقة من بربر الزناتة المنحدرين من قبائل الجيتول الإسلام منذ الفتح الإسلامي الأول الذي قاده المجاهد الصحابي الجليل عقبة بن نافع الفهري ، أثناء مروره بالمنطقة إلى المحيط الأطلسي ، و انتشر الإسلام بين السكان و ساد حياتهم في عهد الفاتح موسى بن نصير ، الذي كان ينتدب الدعاة و الأئمة يجوبون المناطق المختلفة لتعليم الناس دينهم ، فأصبح سكان هذه المنطقة من جنود الإسلام و قادته في فتح الأندلس ، و توالت البعثات الدينية منذ تأسيس دول المغرب العربي ابتداء من الدولة الرستمية و الفاطمية ، إلا ان سكان هذه المنطقة لم يخضعوا خضوعا تاما لهذه الدول إلا في عهد الدولة الموحدية ، عند .قيام الدولة الزيانية
استقدم يغمورسن الزياني قبائل من عرب بني هلال ، و لاسيما بني عامر و بني يزيد لحماية عرشه و لتكون حلقة وصل و طريقا يربط بين دولة بني زيان في علاقاتها الحضارية العلمية و الاقتصادية مع دول إفريقية كالسنيغال و مالي و ما يقع جنوبهما ، و اقتطع لهم جنوب تلمسان من سبدو إلى جنوب المنطقة ، و امتزج هؤلاء العرب بالسكان المحلين الذين كانوا يعيشون في تجمعات حضرية على ضفاف الأودية و الأنهار كعسلة و مغرا ر و الصفيصيفة و تيوت ، و ينتشرون في الهضاب و السهول و كان لهذه القبائل العربية الفضل في تعريب سكان المنطقة و الامتزاج بهم بالمصاهرة و المساكنة و المثاقفة و التكامل الإقتصادي و التجاري ، و صبغوهم بلغة العرب ، و هي لغة القرآن الكريم و تراث الإسلام و ثقافته و العادات العربية ، و كان الإسلام في المنطقة إيمانا و علما و عملا و حياة شاملة هو المناخ الذي يعيش فيه الجميع و يضفي على السكان طابعا عربيا واحدا مع احتفاظ البربربلهجاتهم المحلية ، و هي ظاهرة سسيولوجية جديرة بالتسجيل و الدراسة لتكون نموذجا حيا للتنوع في إطار الوحدة و الإمتزاج الإيجابي ، و في هذا المناخ عرفت المنطقة علماء و فقهاء وقفوا حياتهم و جهودهم على خدمة الإسلام و تفقيه الناس ، و القيادة في الجهاد للذود عن الأندلس و البحر الأبيض المتوسط ن و أصدق مثال " معمر .بلعالية " من ذرية ابي بكر الصديق
ثم انتشرت الزوايا الصوفية و في مقدمتها زاوية المجاهد الشيخ بوعمامة و فروع زوايا أخرى كالبوتخيلية و الطيبية و التجانية ، فكان من كل حي و قبيلة علماء و فقهاء يفزع الناس إليهم للنظر في قضاياهم الدينية و الإجتماعية ، فتأصلت عادات علمية و ثقافية كحفظ القرآن و المتون الفقهية و القصائد الشعرية و المدائح النبوية ، اما الشعر الشعبي فقد راج رواجا كبيرا يحمل القيم الإسلامية و أخلاق العرب م شهامتهم و فنون القول عندهم ، و يصور نظام .حياتهم كالتغني بالخيل و الكرم و التباهي بالفروسية و مشاعرهم
النعامة - العهد العثماني
بعد استنجاد الجزائر بالعثمانين للمساهمة في حمايتهم من الهجومات الإسبانية،أصبحت المنطقة شبه مستقلة في شكل قبائل ، و لم يكن يربطهم بالأتراك أي علاقة حيث رفضوا دفع الضرائب لهم ، الأمر الذي أدى بالأتراك إلى إرسال بعثة عسكرية لتأديبهم و إرغامهم على دفع الضرائب و .الاعتراف .بالسلطة المركزية ، و قامت البعثة بتهديم الشلالة الظهرانية سنة 1786 م
.كان سكان المنطقة حدا فاصلا و رسما للحدود بين الجزائر و المغرب الأقصى على امتداد 270 كم التي تضمنتها اتفاقية مغنية سنة 1847 م
النعامة - المقاومة الشعبية
ساهم سكان المنطقة بكل فعالية و جدية في مقاومة الجيوش الفرنسية منذ توغلها نحو المناطق الجنوبية ، فقد كانوا يتابعون باهتمام تحركات و زحف القوات الفرنسية عبر الوطن ، و خاصة بعد أن اتصل بهم قائد الجهاد " الأمير عبد القادر" عام 1846 م و مكث في تيوت أياما و تم الاتصال بينه و بين شيوخ القبائل الذين أبدوا له الاستعداد التام و التعاون معه قصد الذود عن حرمة الإسلام و الوطن ، مما هيأهم للتصدي و مقارعة الزحف الإستعماري القادم من الشمال بقيادة الجينرال " كفينياك" عام 1847 م ، و قد شارك سكان المنطقة في ثورة أولاد سيد الشيخ التي عمت الجهات الغربية ، إلا أن المقاومة الحقيقية المنظمة في هذه المنطقة هي التي قادها المجاهد الشيخ بوعمامة من 1881 م إلى 1904 م و التي شاركت فيها كل قبائل المنطقة : الطرافي ـ العمور ـ أولاد سيدي احمد المجدوب ـ الشرفة ـ حميّان ـ الشعانبة ـ و جميع سكان منطقة جبال القصور ، كما تحركت قبائل بني قيل أولاد جرير ، أولاد سيد الشيخ الغرابة لنصرة المجاهدين ، و في خضم هذه المقاومة وقعت معارك و اصطدامات انتصر فيها المجاهدون انتصارات باهرة ، من بينها " معركة تازينة و المقيتلة وفندي " ، و عاصر بوعمامة الزعيم محمد ولد علي الذي اتخذ من جبل بني سمير حصنا لجمع قواته و محاربة العدو، الى أن استشهد في سنة 1900 م و بعد نهاية ثورة الشيخ بوعمامة احتلت فرنساهذه المنطقة احتلالا كاملا وطبقت نظاما عسكريا و قوانين إستثنائية ، لمنع أي نشاط سياسي أو ثوري ، إلى أن انطلقت الحرب العالمية الثانية مع الحركة الوطنية ممثلة في حزب الشعب " انتصار الحريات اليمقراطية " و تأثير جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمدارسها الحرة العربية ، و بفضل نشاط بعض العائدين ممن شاركوا ضمن الجيش الفرنسي في الحرب العالمية الثانية و حرب الهند الصينية ، الذين تحركت في نفوسهم المشاعر الوطنية و اكتسبوا وعيا سياسيا في هذه الحرب ، و إضافة الرموز السياسية الوطنية التي زارت المنطقة قصد التجنيد و التوعية و تكوين خلايا لحزب الشعب ، التي كان لها دور عظيم في .تحضير الشعب لثورة نوفمبر 1954
النعامة - الثورة التحريرية الكبرى