الموقع :
تقع ولاية أدرار في الجنوب الغربي من الجزائر على بعد 1500 كلم من العاصمة الجــزائـر ، تحـدها مــن الشمـال ولايـة البيــض و من الشرق ولايتي بشـار و تنــدوف و مـن الجنــوب جمهوريتي مالي و موريتانيا. تقدر مساحتها بـ 427968 كم2 و يبلغ تعــداد سكـانهـا 350000 نسمة ، تتكون من 11 دائرة و 28 بلدية أما أقاليمها التاريخية فهي أربعة : إقليم توات ، إقليم قـورارة ، إقليم تديكلت و إقليم تنزروفت .
نبذة تاريخية :
أدرار كلمة حديثة تعنى الجبل بالبربريـة أطلقــت كاسم لــمــديـنـة الجــديدة وســط المــدينـة حاليا ثم عمم اللفظ و أصبح يطـلق اسما جامـعــا لإقليــم الولايــة الثلاثــة تـــوات ، قـــورارة و تديكلت/ كانت ولايـة أدرار قــديمــا بأقاليمـهـا الثــلاثــة عـــبـارة عــن واحــات خــضـراء تنزل بـهــا الـقــوافـــل الـعــابـرة للصحراء نحــو أسـواق إفـريـقـيـا و مــنذ بــدايـــة الفــتـح الإســـلامي للــمغــــرب العــربي، ورغــم قـــســـاوة طبيعتها شهــدت هـجــرة العــديــد مـن الـقــبـائـل فـــرارا مـــن الـنـزاعـات و الحروب و بطـش الــملوك حتى القـرن الثامن عـشر الميلادي.
كانت تمنطــيـط هي العاصمة الأولى للإقليم لتمـيــزهــا الـعـلـمي و الــديني و العمــراني ثــم أصبحت تيمي مع نهاية القرن السابع عشر ميلادي عاصمة للاقايم .لايختلف اثنان حول الأهمية الحضارية لإقليم توات فمنذ فترة مابعد الفتح الإسلامي للمغرب العربي لم تكن المنطقة في عين العالم الخارجي آنذاك سوى واحة مخضرة تعيرها القـوافـل التجارية نحو السودان الغربي و نظرا لقساوة الحياة بالإقليم ظل و لفترة طويلة في مـنــأى عن النزاعـات و الحروب التي شهدها المغرب العربي، و بذالك اتخذها الأهـالي مـلجأ لهـم هروبا من الأعداء حيث فضلوا المكوث بالصحراء رغم صعــوبة الــتأقــلم مــع الــظـــروف الطبيعية القاسية و من حينها ظلت المنطقة مفتوحة أمام هجرات القبائل المخــتــلفــة عــلى فترات متعاقبة منذ تاريخ بداية الفتوحات الإسلامية و حتى القرن الثامن عشر ميلادي.
و تعتبر منطقة تمنطيط العاصمة الأولى للإقليم لتنتقل إلى تيمي في نهـايــة الـقــرن السابــع عشر ميلادي، و قد دخل الفرنسيون إلى إقليم توات بعد محاولات عــديدة بسبب مــقـاومــة أهلي المنطقة و جغرافية إقليم توات و كان ذلك مع بداية القرن العشرين .تعد منطقة توات بأقاليمها الثلاث أرضا حـبلى بالثــرات الثقافي النابع من تـفــاعل ثــقــافـي و حضاري .
إقليم توات يــقــع في جنوب غرب الصحراء الجزائرية التي هي جزء من الصحراء الكبرى
الإفريقية، يشـتمـل الإقليم على عـــدد من الـواحات و المدن و القصور تزيد على الثلاثمائة
و خمسين واحة و يقــع الإقليم بين خطــي عرض : 26/30 درجة شمالا و خطي طول 04
غربا إلى 01 شرقا ما جعله امتدادا طبيعــيا لمنخفض تنزروفت باتجاه الشمال. يضم الإقليم
حاليا (منطقة توات و قورارة و منطقة تيدكلت) و تعــرف مجتمعــة (بإقليم توات) و مــدن
و قصور الإقليم (294) تمتـد في سهول رملية جنوب العرق الغربي الكبير و حول هضــبة تادميــت من باقي الجهات .و للإقليم روافـــد للميــاه بعثت فيه الحياة و جعلت العابرين له يفكرون في الاستقرار فيه.و أدخل الفاتحون العــرب نــظــام السقي بالفقـارة إلى منطقــة توات في أواخر القرن الأول و يقال أن أول فقـــارة حفــرت في عهـد هارون الرشيد على يد البرامكة القادمين من بغداد بعد أن طردوا منها و يرجح العرب الفاتــحين باعتبــارهم أول من استقروا بالمنطقة و بذلك بعـثـوا الحياة في هذا الجزء من الصحراء .و التحول الإقليمي إلى ولاية إدرار حـديثا جعل المنطقة تشتهر بالزراعة فهي ولاية فلاحـية معروفة منذ القديم لكونه النشاط السائــد بين الأهالي فهو مصدر معيشتهم، كما أنها تتـميـز بنشاط الزوايا و خزائن المخطوطات و المعالم الأثرية فأصبحت منطقة ثـقـافـيـة و حضارية و سياحية، و قد ساهمت في مد السودان الغربي بالثقافــة و الحضــارة العربية الإســلامـية و مدينة تومبوكتو تعد مقصد العلماء و الفقهاء التواتيين منذ القرن الرابع الهجري